خاطب معالي الدكتور محمد الجاسر رئيس البنك الاسلامي للتنمية الدورة الخامسة لمؤتمر وزراء الشباب والرياضة في دول منظمة التعاون الإسلامي بفندق هيلتون جدة بحضور سمو الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة بالمملكة العربية السعودية.  وحيا معاليه منظمة التعاون الاسلامي بمناسبة انعقاد هذا الحدث كما هنأ المملكة العربية السعودية لاستضافتها ورئاستها للمؤتمر مؤكدا دعم البنك لوزارات الشباب والرياضة بالدول الأعضاء لتمكين الشباب وتعزيز التضامن بينهم.

وقال د. الجاسر ( إن الشباب المتراوحة أعمارُهم ما بين 15 و29 سنة أكثر من ربع عدد سكان دولِنا الأعضاء. ومن المتوقع أن يصل عددهم إلى ثلث السكان بحلول عام 2030. ونحن في البنك الإسلامي للتنمية نُدركُ بأنَّ هذا التحولَ السكاني وزيادةَ أعدادِ الشباب يُشكِلاَّن فرصةً ديمغرافية يجب استثمارُها على النحو الأمثل). وأضاف أن البنك يستهدف بناء العقل السليم وتحصين الشباب بمنابر العلم ومنابر العمل، وما يتخللُ ذلك من رعاية وتدريب وتطوير مهارات وتمويل، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى بناء الإنسان الواعي المنتِج، المتصالح مع ذاتِه، المتآخي مع رفاقِه، والمساهم في رفعةِ مجتمعِه وتنميةِ وطنِه. 

وأشار الى أن البنك منذ نشأتِه نفذ برامج تساهم في تقديم التدريب المهني الملائم لاحتياجات سوق العمل، وتقديم التمويل الأصغر والمتوسط للشباب لتأسيس مشاريعهم الخاصة وخلق فرص عمل لشباب آخرين، وبرامج التعليم من أجل العمل. وبلغت الاعتمادات التي خصصها البنك لقطاع الشباب منذ تأسيسه حتى الآن حوالي ثلاثة مليارات دولار أمريكي. وأضاف أن البنك الإسلامي للتنمية يخصص كل عام ما يقارب 8% من موارده للبرامج الخاصة بتعليم الشباب وتمكينهم الاقتصادي، كما يقوم بتقديم قروض حسنة ومنح دراسية للشباب في دولنا الأعضاء والمجتمعات المسلمة خارجها، بالإضافة الى البرامج الداخلية للبنك والتي تستهدف إثراء البنك بنخبة من الشباب المحترفين والمبدعين في جميع القطاعات.

وعن جائحة كوفيد 19 قال إنها أدت إلى ضياع فرص التعليم والتدريب لعدد كبير من الشباب وألحقت خسائر بمشاريعِهم ووظائفِهم، لذا عمِل البنك الإسلامي للتنمية على الاستجابة بسرعة لاحتياجات دولِه الأعضاء ودرء الأثر السلبي عن شبابها، من خلال تخصيص مبلغ يتجاوز أربعة مليارات ونصف مليار دولار لبرنامج الاستجابة والتعافي من الجائحة في قطاعات الصحة والتعليم والتشغيل وغيرها. ويُتوقع أن يستفيدَ من المشاريع التي أُقِرت حتى الآن في إطار هذا البرنامج ما مجموعه 59 مليونَ مستفيد، من بينهم 40 ألف طالبٍ يستفيدون من برامج التعليم الإلكتروني وأكثر من 18 ألفَ شابٍ وشابةٍ سيحصلون على التمويل اللازم لمشاريعهم الصغيرة والمتوسطة.   

وأضاف رئيس البنك أن البنك يعمل في قطاعات ذات أولوية قصوى للشباب ومجتمعاتهم، مثل قطاع الطاقة والاقتصاد الأخضر والتي يمكن من خلالها خلق آلاف فرص العمل للشباب، بالإضافة الى قطاع النقل والمواصلات الذي يمكن الشباب من الوصول بيسر وأمان الى أماكن دراستهم وعملهم وسكناهم. كما عمل البنك على تحسين أوضاع المجتمعات والبنية التحتية في العشوائيات، وبناء المساكن للفئات المحرومة إيماناً منه بأن المَسكنَ الآمن والحي الآمن هو حقٌ لكل إنسان وأنَّ الشباب هم أقل الفئات قدرة على امتلاك المسكن بسبب البطالة التي تفشت بين هذه الفئة أكثر من غيرها.

واختتم د. الجاسر حديثه بأن البنك وضع التنمية الشاملة لرأس المال البشري مرتكزاً له، وقال (عزَمْنا على الاستمرار في معالجة قضايا الشباب حيثما استطعنا، مُدركين أن الشباب هم شركاؤُنا في التنمية، ومؤمنين بأن المؤسسات الراعية للشباب هي وسيلتُنا الأقدر والأمثل لتقديم الخدمات التي تهم الشباب وتلبي طموحاتِهم وتُبرِز إبداعاتِهم) وأشار الى حرص البنك على بناء أمة متضامنة تستثمر في الإنسان والعمل المؤسسي، وتبني بيئة ممكنة، وتضع استراتيجيات متكاملة، وترأف بأطفالها وكهولها، وتعلي من شأن شبابها.