الدوحة، قطر - ١٤ مايو ٢٠٢٤ - شارك رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية معالي الدكتور محمد الجاسر في جلسة حوارية اليوم في منتدى قطر الاقتصادي لعام 2024، تحت عنوان "إعادة تشكيل اقتصادات الشرق الأوسط". وضمت الجلسة قادة بارزين من أجل مناقشة المسارات نحو المرونة والتنويع الاقتصادي في المنطقة.

واكد الدكتور الجاسر في كلمته خلال الجلسة الحوارية، على الدور الحاسم للتنويع الاقتصادي في تعزيز مرونة الاقتصادات الشرق أوسطية ضد الصدمات الخارجية. ولفت إلى أهمية الابتكار وريادة الأعمال في تعزيز النمو المستدام والشامل، مؤكدا التزام البنك الإسلامي بدعم الدول الأعضاء في مسيرتها نحو التنويع الاقتصادي.

وقال الدكتور الجاسر في كلمته: "إن التحولات الاستراتيجية المصممة لتتلاءم مع السياقات الخاصة بدولنا الأعضاء، تعد ضرورية لتحقيق تطلعات الاقتصاديات ذات المداخيل المرتفعة مثل اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي"، مشيرا الى التحولات الجارية نحو اقتصادات ما بعد حقبة النفط، مع مبادرات كبرى في دول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز الصناعات التنافسية والخدمات الرقمية.

وأكد رئيس مجموعة البنك الإسلامي على الميزة السكانية للمنطقة، مع وجود شريحة كبرى من الشباب مستعدة لقيادة التحولات الاقتصادية في المستقبل. وقال "ان تمكين شبابنا، وتزويدهم بالمهارات الصحيحة، وتعزيز روح ريادة الأعمال لديهم، يعد ضروريا لإعادة تشكيل وتنويع اقتصاداتنا".

وفي سياق متصل أشار الدكتور الجاسر إلى برامج البنك الإسلامي للتنمية الابتكارية التي تستهدف تطوير الشباب، مثل صناديق الشركات الصغيرة والمتوسطة، ومبادرة التعليم من أجل التوظيف (E4E)، والشراكات الأخرى مثل برنامج تزويد الشباب بالمهارات الرقمية من أجل التوظيف وريادة الأعمال مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وتطرق الدكتور الجاسر لدور بنوك التنمية العالمية، واصفا إياها بأنهم: "شركاء تنمويين يعززون الجهود الحكومية بالموارد المالية والخبرة والتعاون العالمي"، مشيرا في هذا الخصوص الى مساهمات البنك الإسلامي للتنمية على مدى 50 عاما حيث بلغت تمويلاته في مختلف مشاريع التنمية أكثر من 182 مليار دولار في جميع أنحاء العالم.

وعلى المستوى الاقتصادي العالمي، أبرز الدكتور الجاسر الموقع الاقتصادي الاستراتيجي لدول مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى المرونة التي تتسم بها اقتصاداتهم وسياساتهم الابتكارية، التي سمحت لهم بالحفاظ على الاستقرار والنمو على الرغم من الضغوط الاقتصادية العالمية.

ومع التأكيد على المرونة الاقتصادية في المنطقة في ظل الأزمات الحالية، حذر الدكتور الجاسر من المخاطر الناجمة عن الصراعات المستمرة، وعرقلة التجارة وتدفقات المال، وارتفاع معدلات التضخم ومستويات الديون في بعض الدول، مشددا على أهمية تنويع الإيرادات لتقليل التعرض لتقلبات سوق النفط.

وتظل مجموعة البنك الإسلامي للتنمية ملتزمة بدورها في تعظيم الأثر التنموي، وتقديم حلول تمويلية ذات تأثير، بجانب تعزيز الشراكات القوية لدفع التقدم الاقتصادي والازدهار في المنطقة.