رئيس البنك الإسلامي للتنمية يؤكد حرص البنك على دعم مشاريع التنمية بالمدينة المنورة
خاطب الدكتور بندر بن محمد حمزة حجّار رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الجلسة الافتتاحية لأعمال الورشة الافتراضية حول تصور برنامج تنموي للمدينة المنورة لما بعد جائحة كوفيد-19، وتوجه بالشكر لسمو الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة وسمو الأمير سعود بن خالد الفيصل على جهودهما المقدرة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأشاد رئيس مجموعة البنك بجامعة طيبة، ممثلة في مديرها معالي الدكتور عبد العزيز السراني، لمشاركتها في تنظيم هذه الفعالية بهدف إعداد تصور لمشروع تنموي للمدينة المنورة لما بعد جائحة كوفيد 19.
وأكد الدكتور حجار على حرص البنك على دعم مشاريع التنمية بالمدينة المنورة عن طريق كل الاليات المتاحة ومنها صندوق تثمير ممتلكات الأوقاف والذي وافق على تمويل مشروع مؤسسة البيان الخيرية للتعليم (جامعة الأمير مقرن) بالمدينة المنورة الذي يستهدف توفير دخل منتظم للمؤسسة بالمساهمة في إنشاء فندق 4 نجوم وبتكلفة تقديرية تبلغ37 مليون دولار أمريكي، ويساهم الصندوق فيها بمبلغ 8.8 مليون دولار أمريكي.
وأشار الدكتور حجار إلى أن البنك بادر إلى إنشاء صندوق وقفي خاص بالمملكة العربية السعودية مشابه للصندوق العالمي برأسمال يقدر بمليار ريال سعودي، بهدف الاستثمار في المشروعات العقارية الوقفية ذات الجدوى الاقتصادية والمالية بما فيها مشروعات الوقف بالمدينة المنورة، داعيا المؤسسات الوقفية والقطاع الخاص بالمدينة لدعم هذا المشروع والاستفادة مما يوفره من فرص وإمكانات للعاملين بقطاع الأوقاف، وأكد أن البنك قد افتتح الاكتتاب في الصندوق بمساهمة تقدر بـ 100 مليون ريال.
وأوضح رئيس البنك أن البنك الإسلامي للتنمية يعمل على مشروع رائد لإنشاء "مركز التميز العالمي للوقف" ومقره المدينة المنورة برأسمال قدره 50 مليون دولار، والهدف منه بناء مظلة عالمية لقطاع الأوقاف، تربط وتنسق بين كافة المهتمين بالأوقاف، وسيستخدم المركز أحدث وسائل التكنولوجيا لتوفير المعلومات وتسهيل تداولها لتنمية الأفكار في القطاع الوقفي، وسيقوم بتسويق البرامج والمشاريع والمبادرات المبتكرة في قطاع الأوقاف مما يحفز نظام الوقف ليكون فعالاً في تعزيز الأثر الاجتماعيّ والاقتصادي في الدول الأعضاء من خلال بناء الشراكات. وفي إطار بناء القدرات المؤسسية والفردية لقطاع الأوقاف، يستعد المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب عضو مجموعة البنك لإطلاق أولى مبادرات المركز المتمثلة في منح شهادة أخصائي الوقف المعتمدة بالشراكة مع أرقى جامعة عالمية متخصصة في العمل الخيري، كما أنه يعمل حالياً على مشروع منصة "إشهاد"، وهي منصة إلكترونية تستخدم تقنية البلوك شين، وذلك لتوثيق وحماية الأوقاف، مشيرا الى أهمية هذه الخطوة لكون المدينة المنورة هي أكثر مدن المملكة احتضانا للأوقاف، وبالتالي فإن نسبة مقدرة من مواطني المدينة سيستفيدون من هذا المشروع والذي يستهدف الارتقاء بالأداء وتطويره وبالتالي المساهمة في تنمية المدينة وخلق تعزيز فرص العمل.
وأوضح رئيس البنك بأنهم بصدد التعاون مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لإنشاء صندوق لتطوير القطاع الثالث والاستثمار الاجتماعي وتحقيق التمكين الاقتصادي في المملكة العربية السعودية وهو من المبادرات التنموية المبتكرة التي أطلقها ويرعاها رئيس البنك ضمن حزمة من السياسات الهادفة لمواجهة تحديات التنمية بالدول الأعضاء. وفي إطار هذه المبادرة، صرح الدكتور حجار بأن البنك سيشرع في عمل دراسة تعتمد على سلاسل القيمة المضافة للقطاعات الانتاجية الحية بالمدينة وعلى رأسها قطاع التمور، ويستهدف في ذلك دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتطوير سلسلة الإنتاج وإزالة ما يعترضها من عوائق في مختلف مراحلها الانتاجية وحتى التصدير.
وأعلن الدكتور حجار استعداد البنك للعمل جنباً إلى جنب مع إمارة منطقة المدينة المنورة وكل الفاعلين والمهتمين بالشأن المديني، ووضع خبراته لدعم المواضيع التي ستناقشها الورشة سواء كان ذلك بتمويل دراسات أو إدراج المدينة المنورة ضمن برنامج البنك لتبادل الخبرات لتُنقَل إليها تجارب تنموية ناجحة تم إنجازها في دول أخرى، أو المساعدة على تطوير مشاريع سلاسل القيمة في القطاعات المختلفة ذات الأثر التنموي والتشغيلي الكبير.