جعلت احتياطيات أذربيجان الكبرى من النفط والغاز الطبيعي هذا البلد في طليعة موزعي الطاقة الرئيسيين في آسيا الوسطى. وتؤدي الموارد الطبيعية دوراً هاماً في النمو الاقتصادي لهذا البلد، إذ يمثل قطاع الطاقة ثلث ناتجه المحلي الإجمالي.

لكن سكان منطقة آران الوسطى في أذربيجان اعتادوا على انقطاع التيار الكهربائي، خلال السنوات الثلاثين الماضية، لأن شيروان، محطة الطاقة القديمة في الإقليم، غير مستقرة وغير فعالة. وقد كان لهذا الأمر تأثير مدمّر على الأسر والشركات والمزارعين الذين عانوا من ضعف الإنتاجية وتأخر الإنتاج وارتفاع تكاليفه.

وإدراكا من الحكومة لأهمية توفير الطاقة الفعالة لشعبها، فقد أقامت، بدعم مالي من البنك، محطة جديدة لتوليد الطاقة في جانوب، تبلغ قدرتها 780 ميجاوات. وقد حضي هذا المشروع البالغة تكلفته 134 مليون يورو بدعم صندوق أوبك للتنمية الدولية وصندوق أبو ظبي للتنمية.

وتعمل محطة الطاقة المنشأة حديثًا بتكنولوجيا الدورة المزدوجة العالية الكفاءة، ويبلغ الحد الأقصى من الكفاءة في توليد الكهرباء 52 في المائة. وقد حدث بفضل محطة الطاقة الجديدة تحسّن كبير في الخدمات الاجتماعية التي تقدّمها المستشفيات والمدارس والإدارات العامة.

منافع المشروع شملت جميع سكان أذربيجان

لقد حققت محطة جانوب انخفاضا مذهلا في استهلاك أذربيجان السنوي من الوقود بمقدار 120 مليون طن، وخفضت انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون بمقدار 000 72 طن. وشهدت الانبعاثات الصادرة من المحطة انخفاضا كبيرا بحيث غدت جانوب مستوفية لمعايير الانبعاثات الوطنية ومتوافقة مع أفضل الممارسات الدولية.

ومنذ أن تم ربط المحطة بالشبكة الوطنية للطاقة في عام 2013، شعر بمنافعها جميع سكان أذربيجان، الذين يقدر عددهم بنحو 10 ملايين نسمة. وستؤدي المحطة أيضًا دورًا حيويًا في تبادل صادرات الكهرباء والطاقة مع إيران، مما سيؤدي إلى زيادة أمن الطاقة في كلا البلدين.

وتتولى اليد العاملة المحلية حاليا تشغيل محطة الطاقة وصيانتها. وقد كان لبرامج التدريب المكثفة دور أساسي في نقل المعرفة وفي بناء قدرات المجتمع المحلي. بالإضافة إلى ذلك، يجرى موردو المعدات الصيانة الدورية بانتظام يساعد على الحفاظ على مخاطر الإنتاج في حدها الأدنى.

وقد حقق هذا المشروع نجاحا باهرا، ويظهر التقدم جليا من جميع الزوايا. يقول راسم محمدوف، وهو موظف سابق في محطة شيروان للطاقة يعمل حاليًا في محطة جانوب "إن المنطقة بأكملها تحصل الآن على إمدادات الكهرباء على مدار الساعة. وإن التحسن الذي طرأ على ظروفنا المعيشية بفضل الإمداد بالكهرباء ملحوظ بشكل كبير."