بناء البيئة المناسبة: سكن جديد للطلاب في الجامعة الإسلامية في أوغندا
شكلت الجامعة الإسلامية في أوغندا نموذجا ناجحا منذ أن فتحت أبوابها سنة 1998. غير أن شعبيتها أدت إلى إقبال مفرط للغاية للتسجيل فيها في ظل عدم كفاية السكن الجامعي عالي المستوى. وتعتقد الجامعة أن توفير سكن أفضل من شأنه أن يشجع المزيد من الطلاب الدوليين على القدوم إلى الجامعة وسيساعدها في تحقيق هدفها على المدى البعيد والمتمثل في بلوغ المناصفة في أعداد الطلاب المحليين والدوليين.
وتواصلت الجامعة مع البنك الإسلامي للتنمية لتمويل بناء سكنين كبيرين في حرمها الرئيسي في مبالي، أحدهما للطالبات والآخر للطلاب. وكان هذا السكن الجديد بمثابة نسمة من الهواء العليل لطلاب الجامعة الذين اعتادوا على الإقامة في سكن ضيق قليل الإضاءة ولا يتوفر إلا على مرافق محدودة. ويسمح التصميم العام بدخول الكثير من الضوء الطبيعي إلى كل غرفة وإلى الساحات والممرات. ثم إن الغرف نفسها أكبر بكثير، مما يتيح مساحة أكبر للمكاتب والكراسي من أجل المطالعة. وللغرف كذلك جدران فاصلة تمنح الطالب قدرا من الخصوصية.
"المرافق مصدر فخر لنا"
مرافق الجامعة متاحة لجميع الطلاب في الحرم الجامعي لكي يستفيدوا منها وليست حكرا على من يقيمون فيها؛ إذ يمكن للجميع حضور اللقاءات والمناسبات الاجتماعية التي تقام في غرف الطلاب المشتركة، فضلا عن استخدام مجموعة متنوعة من المحلات التجارية والخدمات التي فتحت بجوار الجامعة. إن الجودة العالية للبنايات والحياة الاجتماعية والأكاديمية الغنية في الحرم الجامعي معروفة جيداً في أوغندا وفي عموم إفريقيا. ويزيد ذلك من سمعة الدراسة في الجامعة. ووصفت السيدة أوكوت زيتون، القيمة على سكن الإناث، الأثر الذي تركه المشروع في نفوس الطلاب قائلة إن المرافق تجعلهم فخورين ويشعرون أنهم "في الجامعة"، وبذلك فهم يميلون أكثر للعمل الجاد من أجل تبرير الامتياز الذي يتمتعون به.
وتضطلع الجامعة كذلك بدور مركزي في تعزيز القيم الإسلامية. فنحو 30٪ من الطلاب ليسوا مسلمين، لكنهم بالرغم من ذلك يدرسون جميعًا "نبذة عن الإسلام" لزيادة تقديرهم لهذا الدين. وعندما يتخرج الطلاب فهم يأخذون معهم معارفهم إلى المجتمع ويساعدون في زيادة وعي الناس.
إقامة آمنة ومريحة وبأسعار معقولة للطلاب الدوليين
المشروع مفيد بشكل خاص للطلاب الدوليين. تقول الآنسة حسين هند عبد المجيد من كينيا، والتي تبلغ من العمر 22 سنة وتتابع دراستها في مستوى البكالوريوس في شعبة الحقوق، إنها تتمتع بالخدمات المتاحة وعالية المعايير. وتضيف قائلة "إن السكن يتيح الكثير من المزايا؛ فالتيار الكهربائي متوفر على الدوام. ففي الوقت الذي تعاني فيه مناطق أخرى في مبالي من انقطاعات في الكهرباء، لا نعاني من انقطاع في دراستنا بفضل مولد الطاقة". وتحدثت الآنسة حسين كذلك عن الأمان الذي تشعر به في هذا السكن لأنه يوفر مكانا آمنا للعيش والدراسة.
ويستمتع الطلاب المحليون بالحياة الأكاديمية والاجتماعية النشطة في الحرم الجامعي. ويصف أندرو موسينكول الذي ينحدر من أوغندا ويبلغ من العمر 24 عاما ويتابع دراسته للحصول على شهادة البكالوريوس في إدارة المشتريات والخدمات اللوجستية، عن الناس في الحرم الجامعي الذين يشكلون مزيجا نابضا بالحياة". ويقول في هذا الإطار: "يشكل هذا المزيج الدولي فرصة للتعرف على الثقافات الأخرى، مثل تعلم كيفية تحضير أطباق أو تعلم لغات جديدة".
وتبقى تكاليف السكن معقولة جدا؛ إذ يدفع الطلاب ما بين 280.000 و375.000 شلن أوغندي (ما بين 84 و112 دولار أمريكي) لكل فصل دراسي، وهو مبلغ في متناول حتى الطلاب المنحدرين من أوساط فقيرة جدا.
استفادة المدينة من السكن الجامعي الجديد
لم يفد نجاح المشروع طلاب الجامعة وحدهم، بل ازدهرت بلدة مبالي كذلك. فقد أنشئت العديد من الشركات الجديدة على طول الطريق الممتدة من وسط البلدة. وشرعت عدد من المحلات في الفترة الأخيرة في العمل داخل الحرم الجامعي، بما فيها دكاكين بيع الفاكهة ومحلات تصليح الأحذية والمطاعم. وفي عام 2013، افتتحت إحدى الشركات، وهي قرطاسية بنغازي التي تقدم خدمات الطباعة وكتابة النصوص والطباعة، متجرًا صغيرًا في موقع متميز بين الإقامتين.
البناء على النجاح الذي تحقق
لقد تجاوز نجاح الجامعة الإسلامية في أوغندا حدود بلدة مبالي ليشعر به المجتمع الأوغندي وخارجه. وقد تخرج من الجامعة ما يناهز 20 ألف طالب للمساهمة في عالم العمل. وكان للسكن الجامعي تأثير إيجابي على الجامعة بأسرها. فقد أدى ازدياد أعداد الطلاب إلى ارتفاع الدخل مما مكن الجامعة من الاستمرار في تسديد مستحقات المشروع. ومع استمرار ارتفاع الطلب على الأماكن، وافق البنك على تخصيص تمويل إضافي لتسهيل إنشاء مشروع تجاري في كمبالا. وسيستخدم نحو 200 فدان من الأراضي لبناء مبنى إداري جديد ومسجد ثانٍ وقاعة للمؤتمرات والتجمعات الكبرى. وستُشيد كذلك مكتبة أكبر بكثير من المكتبة الحالية.
عموما، حقق المشروع نجاحًا كبيرًا بسبب مرونة البنك في إبرام العقود مع شركات عالمية. وهناك مسائل بسيطة تتعلق بالتصميم ينبغي النظر فيها بالنسبة لمساكن الطلاب التي ستشيد في المستقبل، لكنها مسائل يمكن حلها بسهولة ويسر.